لم يدر في خاطر وزير التربية السيد ناجي جلول عندما كان يمارس
رياضة استعراض عضلات المعارضة في الصحف و البلاتوات و هو يساند كل الاضرابات و الاحتجاجات
التي شبت في كل القطاعات تقريبا ان يكون يوما ما خارجها و في مواجهتها...!!
كان السيد الوزير مساندا شرسا لحق الاستاذ في الاضراب و مؤازرا
دون شرط لجميع مطالبه المادية و المعنوية كما كان ناقدا لاذعا للوزير السابق سالم لبيض
و فشله في ادارة الوزارة و الحوار مع النقابة حين كان يروج لحزبه المنقذ و صاحب الحلول
السحرية و البديل لفشل حكومة الترويكا الحاكمة...!!
كان السيد الوزير متابعا جيدا لتحركات الاساتذة و عالما بما
يعانيه القطاع من تدهور على جميع الاصعدة و كان يعتلي المنابر خبيرا و محللا اقتصاديا
و سياسيا و اجتماعيا كيف لا وهو الاستاذ و الباحث و السياسي و المثقف و النقابي الذي
لا يشق له غبار...!!
اليوم و قد اصبح ذلك المعارض الاستاذ و الباحث و النقابي الخبير
و المحلل في السلطة يشرف على قطاع التعليم لم يعد الاضراب حقا و لم تعد المطالب مشروعة
و لم يعد السيد الوزير على علم بالملف و على دراية كافية بمطالب و نقائص القطاع و لم
يعد يعرف سالم لبيض و غيره من وزراء التعليم الذين تعاقبوا و فيما فشلوا و لم تعد الظروف
الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الامنية ملائمة للاضرابات و المطالب و لم يعد
الاعلام مساندا لتحركات المجتمع المدني و جاؤوا مكانه بخبراء التفصيل و التحليل في
مخاطر الاضراب و آثارها على الاولياء و التلاميذ و اصبحت مصيبة تشجع حتى الارهاب و
اصبح لا مجال للحديث عن تبذير المال العام و وجوب الحد من النفقات و لا على رواتب الوزراء
و كتاب الدولة و نواب المجلس و لا على فيلق المستشارين في القصر...!!
ليس امام الوزير اليوم الا ان يواصل مساندة الاساتذة و يفعّل
خطاباته و شعاراته و يبرهن و حزبه انهم حقا البديل لمن فشلوا قبلهم و ليس له اليوم
من اعذار لرفض مطالبهم فكل الاعذار استوفتها "الترويكا الفاشلة"...!!
عزيز
كداشي
0 commentaires: