27 فبراير 2015

السيد وزير التربية...كل الاعذار استوفتها "الترويكا الفاشلة".

لم يدر في خاطر وزير التربية السيد ناجي جلول عندما كان يمارس رياضة استعراض عضلات المعارضة في الصحف و البلاتوات و هو يساند كل الاضرابات و الاحتجاجات التي شبت في كل القطاعات تقريبا ان يكون يوما ما خارجها و في مواجهتها...!!

كان السيد الوزير مساندا شرسا لحق الاستاذ في الاضراب و مؤازرا دون شرط لجميع مطالبه المادية و المعنوية كما كان ناقدا لاذعا للوزير السابق سالم لبيض و فشله في ادارة الوزارة و الحوار مع النقابة حين كان يروج لحزبه المنقذ و صاحب الحلول السحرية و البديل لفشل حكومة الترويكا الحاكمة...!!

كان السيد الوزير متابعا جيدا لتحركات الاساتذة و عالما بما يعانيه القطاع من تدهور على جميع الاصعدة و كان يعتلي المنابر خبيرا و محللا اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا كيف لا وهو الاستاذ و الباحث و السياسي و المثقف و النقابي الذي لا يشق له غبار...!!

اليوم و قد اصبح ذلك المعارض الاستاذ و الباحث و النقابي الخبير و المحلل في السلطة يشرف على قطاع التعليم لم يعد الاضراب حقا و لم تعد المطالب مشروعة و لم يعد السيد الوزير على علم بالملف و على دراية كافية بمطالب و نقائص القطاع و لم يعد يعرف سالم لبيض و غيره من وزراء التعليم الذين تعاقبوا و فيما فشلوا و لم تعد الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الامنية ملائمة للاضرابات و المطالب و لم يعد الاعلام مساندا لتحركات المجتمع المدني و جاؤوا مكانه بخبراء التفصيل و التحليل في مخاطر الاضراب و آثارها على الاولياء و التلاميذ و اصبحت مصيبة تشجع حتى الارهاب و اصبح لا مجال للحديث عن تبذير المال العام و وجوب الحد من النفقات و لا على رواتب الوزراء و كتاب الدولة و نواب المجلس و لا على فيلق المستشارين في القصر...!!

ليس امام الوزير اليوم الا ان يواصل مساندة الاساتذة و يفعّل خطاباته و شعاراته و يبرهن و حزبه انهم حقا البديل لمن فشلوا قبلهم و ليس له اليوم من اعذار لرفض مطالبهم فكل الاعذار استوفتها "الترويكا الفاشلة"...!!

عزيز كداشي