أفادت مصادر، لـجريدة المحور اليومي الجزائرية ، بأنّ السلطات الجزائرية قد قامت بطرد الأمين العام لحركة نداء تونس ، التي يرأسها شرفيا الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، من مطار الجزائر الدولي، عقب التوقيع على اتفاقية التعاون بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب توجيه دعوة إلى ساركوزي لزيارة تونس وجعلها منبرا لمهاجمة الجزائر.
استُفيد أنّ الأمين العام لحركة نداء تونس محسن مرزوق قد أُبلغ من
طرف السلطات الجزائرية، عندما حلّ بمطار الجزائر الدولي، قبل شهرين، بأنه شخص غير
مرغوب به في الجزائر، وذلك بعدما علمت الجزائر أنه كان عرّاب اتفاقية
التعاون التونسية-الأمريكية ، التي كادت أن تلتزم بموجبها تونس، بالسماح
لواشنطن بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية على حدودها الغربية مع الجزائر، فيما جاء في
الاتفاقية تلتزم واشنطن بدعم القدرات الأمنية والدفاعية لتونس ومزيد من
التعاون في المجالات العسكرية . ووفقا للمعلومات ذاتها، فإن السلطات الجزائرية قد
تلقت توضيحات من قبل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، حينها، ووردت إليها
معلومات عن تأسس جناحين داخل الحزب التونسي الحاكم نداء تونس ، جناح
الوطنيين يتزعمه نجل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وهو الذي يملك علاقات
طيبة مع الجزائر وجناح آخر فرنكفوني يسعى لتسميم العلاقات بين تونس والجزائر،
يقوده الأمين العام للحركة محسن مرزوق، ويضم أيضا وزير الخارجية الطيب البكوش، وهو
الجناح الذي يتحرك بالتنسيق مع أطراف خارجية، من بينها الرئيس الفرنسي السابق
نيكولا ساركوزي ودولة الإمارات، حيث قام بتوجيه دعوة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا
ساركوزي لزيارة تونس، شهر جويلية المنقضي، وهي الزيارة التي أطلق فيها ساركوزي
تصريحات نارية ضد الجزائر، انتهت بردّ من وزارة الخارجية الجزائرية. ودافع محسن
مرزوق عن تصريحات ساركوزي التي تهجّم فيها على الجزائر، وقال ـ حينها ـ إنها
فُهمت خطأ . والواضح أنّ محسن مرزوق كان يسوّق لفكرة الظهور كخليفة للباجي
قايد السبسي. ووفقا لمصادرنا، فإن زيارته للجزائر شهر أوت المنقضي كانت في هذا
الإطار، حيث أراد التقرب من السلطات الجزائرية، لكنه قوبل بالطرد على اعتبار أنه
شخص غير مرغوب به في الجزائر. وعلم أنّ الاتفاقية الموقعة بين تونس وواشنطن قد
جمّد جزء منها، وهو الجزء الذي يتعلق بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب من
الحدود الجزائرية. وكادت تلك الاتفاقية أن تتسبب في توتّر العلاقات الجزائرية
التونسية، الفتنة التي تم إخمادها بعد تدخل من الباجي قايد السبسي، الذي أرسل مبعوثا
له للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب تدخل الأمين العام لحركة النهضة التونسية
راشد الغنوشي.
حكيمة ذهبي
0 commentaires: