26 سبتمبر 2015

هل تورط “حجاج إيران” في حادث تدافع منى؟ هذه بعض الحقائق الصادمة

تتوالى روايات شهود العيان من موقع حادثة التدافع، فبعد روايات السير المعاكس والتدافع القوي هربًا من الدهس، كشفت معلومات أن الحادثة تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة، وفقًا لشهود عيان تحدثوا لـسبق.
تداول الاعلام السعودي من صحف ومواقع الكترونية اتهامات بتورط إيران في حادثة التدافع التي وقعت في مشعر منى يوم امس الخميس والتي أسفرت عن وفاة أكثر من 700 حاج وإصابة قرابة 800 آخرين، نتيجة التدافع والتزاحم.
وفي إشارة الى تورط الحوثيين ايضا مع ايران استشهدت صحيفة سبق السعودية بالتهديد الذي صدرعلى لسان محمد المقالح، المحسوب على جماعة الحوثي، حيث كتب المقالح في السابع من شهر أغسطس الماضي، عبر صفحته على موقع فيسبوك أنه في موسم الحج سيكون هناك أمور لم يشهد لها التاريخ مثيلاً دقوا يا رجال الله قبل الموسم ليتتوج نصركم يوم الوقوف على جبل عرفة.
وقالت الصحيفة ان هذا العام دخل طرف إضافي في جانب الرافضة يتمثل في الحوثيين .
و تتوالى روايات شهود العيان من موقع حادثة التدافع، فبعد روايات السير المعاكس والتدافع القوي هربًا من الدهس، كشفت معلومات أن الحادثة تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة، وفقًا لشهود عيان تحدثوا لـسبق.
وفي رواية مشابهة قال مسؤول إحدى الحملات إن الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا للتوجيهات وتجاهلوها وتصادموا معنا وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع.
واضافت الصحيفة ان تحميل مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الحكومة السعودية مسؤولية الحادث تصرف متوقع وكان منتظرًا .
وأعلن عبد اللهيان أن الخارجية الإيرانية ستستدعي المسؤول في السفارة السعودية بطهران، لإبلاغه احتجاج إيران وتقديم التوضيحات اللازمة عن أسباب الحادث، بعدما أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني، سعيد أوحدي عن وفاة 41 حاجًا إيرانيًا وإصابة 60 آخرين بجروح من جراء الحادث.
وغالبًا يشهد موسم الحج تجاوزات إيرانية عبر حملات ترويج لما يسمونها الثورة الإيرانية الإسلامية بين الحجاج ومراسم البراءة من المشركين، فضلاً عن محاولات إيرانية دائمة لتحويل مناسبة الحج إلى ساحة سياسية تتحدى فيها خصومها مستغلة بعض حجاجها للصدام مع الحجاج الآخرين وقوات الأمن .
واضافت ان كل ذلك علامة استفهام واضحة على حادث اليوم فإيران تستخدم مناسك الحج لمحاولة بائسة يائسة لاستقطاب المسلمين الوافدين للحج من الدول العربية والإفريقية وغيرها تحت مشاريع المنح الدراسية والعمل في إيران وغيرها كما تقوم البعثة الإيرانية بتجاوزات منها توزيع مصاحف محرّفة قادمة من إيران تُباع بمبالغ زهيدة وأشكال زخرفية جميلة بهدف تشويه سمعة السعودية وفق ما ذكرته حملة السكينة.
وجاء موسم الحج هذا العام وسط حالة من الترقب والقلق والغل الإيراني حيث تزامن مع نجاحات عدة للمقاومة اليمنية وقوات التحالف التي تقودها السعودية في معركة الشرعية باليمن ضد الحوثيين أذناب إيران، فالجماعة تعد الذراع السياسي لإيران باليمن وهذه الفرضية أيضًا ترجح أن يكون لحادثة اليوم بعد سياسي.
الخميني وشعارات الثورة
وكان الحجاج الايرانيون ينظمون تظاهرات البراءة من المشركين تنفيذا لتعليمات الخميني وتسببت إحدى هذه التظاهرات، خلال موسم حج العام 1987، في صدامات دامية، وقاطعت إيران بعد ذلك مواسم الحج في الفترة ما بين 1990 و1998، قبل أن تعود وفودها إلى أداء هذه الشعيرة.
ونفذ حجاج إيرانيون أعمال شغب وتظاهرات سياسية، ففي سنة 1987 رفع متظاهرون إيرانيون صور المرشد الإيراني في ذلك الحين، روح الله الخميني، فضلاً عن شعارات الثورة الإيرانية، وأخرى منددة بأمريكا وإسرائيل. وقاموا أيضًا بقطع الطرق وعرقلة السير، وحاول المتظاهرون اقتحام المسجد الحرام ما أدى إلى صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن، كانت حادثة نفق المعيصم هي الأشد خطورة والمتورطة فيها إيران خلال موسم الحج. حيث قام حجاج كويتيون منتمون لما يعرف باسم بـحزب الله الحجاز، وبالتنسيق مع جهات إيرانية، باستخدام غازات سامة لقتل آلاف الحجاج في نفق المعيصم سنة 1989.
كيف علقت أبرز النخب السعودية والخليجية على حادثة منى؟
باينت ردود فعل النخب السعودية والخليجية على حادثة التدافع في منى صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك، التي راح ضحيتها 719 حاجا.
ففي الوقت الذي سلّم فيه الكثير من المشاهير بأن الحادثة قضاء وقدر، ولا يوجد تقصير من قبل الحكومة السعودية، ذهب قسم آخر للمطالبة بفتح تحقيق شامل، مع عدم تغافلهم عن الدور الذي قامت به المملكة تجاه الحجاج، وهو الكلام الذي ينطبق مع تعليق الملك سلمان بن عبد العزيز على الحادثة.
القسم الثالث الذي رصدته عربي21، الذي ضم أيضا عددا من الدعاة، ذهب للقول بأن إيران تقف خلف الكارثة التي حدثت، بالرغم من سقوط 89 من حجاجها من بين الحجاج الـ719.
الشيخ صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، قال إن ما حدث هو خطب جلل ومصاب عظيم، مضيفا: يصعب الحديث حتى تُعلن نتائج التحقيق.
بدوره، استبعد الكاتب في صحيفة الجزيرة صالح الحناكي أن يكون الحادث عرضيا، مغردا: هذا الحادث ليس بريئا، بالنظر للتوسعات الهائلة بمنطقة الجمرات.
وألمح الحناكي صراحة إلى إمكانية وقوف إيران خلف الحادثة، مضيفا: هم هددوا بالتخريب في الحج، وأكمل: عندما تنفق المملكة مئات المليارات على المشاعر، لا تسمع لهم همسا، وعندما تقع حادثة يبدأون بالنباح ودعاوى التدويل، هذه إيران الصفوية.
المعارض السابق كساب العتيبي، قال إن من شمت بحادثة منى هم ثلاثة أصناف: أذناب إيران وأبواقها، الدواعش ومن لفّ لفيفهم، والحاقدون على الوطن.
وتابع: ونقول للأصناف الثلاثة إننا لكم بالمرصاد. سنُعرّي أحقادكم، ونكشف ألاعيبكم، ونُفنّد أضاليلكم، إلاّ أمن الوطن.
وأضاف العتيبي: انكسر خشم إيران ومعها مشروعها الفارسي في اليمن، وأرادت تصفية حساباتها في الحج عبر تصريحات بائسة مُغرضة عن تدافع مشعر منى.
وغرد الإعلامي القطري خالد جاسم: أقولها صادقا، ومن قلب المشاعر المقدسة: من أراد أن يرى الجهاد الحقيقي عليه أن يرى ما يفعله رجال الأمن السعودي لا حرمهم الله الأجر.
وقال الكاتب السعودي خالد العلكمي: لا غرابة في نهيق ملالي ومسؤولي إيران، ومطاياها في المنطقة بعد حادثة تدافع مشعر منى، الغرابة في التناغم التركي الإيراني في التصريحات اليوم!.
وشدد العلكمي على أن المصاب الجلل لا يبرر الاندفاع خلف التكهنات والتحليلات قبل إعلان نتائج التحقيقات، مشيرا إلى أن من يقوم بإطلاق الأحكام دون تحر إما جاهل أو حاقد.
الدكتور الكويتي حاكم المطيري، الأمين العام لحزب الأمة، قال إن دعوة إيران تدويل الحرمين الشريفين، كدعوتها لحماية مرقد كربلاء ومرقد زينب، انتهى باحتلال أمريكي إيراني في العراق، واحتلال روسي إيراني في سوريا.
فيما قال الأكاديمي محمد العبد الكريم إن إيران التي حاولت إدخال مادة c4 شديدة الانفجار عام 1406؛ لتفجر في مئات الآلاف من الحجاج، تتباكى اليوم على سلامة الأرواح وسوء التنظيم.
وسخر الناشط الإعلامي حسن مفتي من موقف الحكومة الإيرانية من الحادثة، قائلا: قبل مئات السنين سرق أجدادهم الحجر الأسود، والآن يتحدثون عن فن إدارة الحج!.
وأضاف الأكاديمي محمد الحضيف: توظيف حوادث الحج في مناكفات سياسية، سياسة رخيصة: المزايدة الرخيصة لا أفق لها، وإدارة حشود بالملايين، متنوعة ثقافيا، غير إدارة حشد لإستاد رياضي.
وأكمل: لا تحتاج المملكة لمن يُشعِرها بأهمية أمن هذه المناسبة دينيا وسياسيا، ولا ينكر الجهود المبذولة إلا حاقد موتور، ننتظر التحقيق لنعرف الخلل.
يشار إلى أن المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، طالب المملكة العربية السعودية بتحمل مسؤولية ما جرى في حادثة مشعر منى.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني السعودي أن 717 حاجا انتقلوا إلى رحمة الله بعد تدافعهم في مشعر منى، فيما قالت وزارة الداخلية إنها تقوم بمزيد من التحقيقات لكشف أسباب الحادثة.