3 سبتمبر 2015

الشيخ راشد الغنوشي على أمواج الإذاعة الوطنيّة: المصالحة الإقتصادية لن تكون على حساب العدالة الإنتقالية

عاد صبيحة اليوم الإربعاء 2 سبتمبر 2015 الشيخ راشد الغنوشي أثناء حضوره على أمواج الإذاعة الوطنية التونسيّة بالتعليق على جملة من القضايا و الأسئلة المطروحة في المشهد من بينها مشروع المصالحة الإقتصاديّة و العدالة الإنتقالية و الوضع العام بالبلاد خاصة فيما يتعلّق بالحرب على الإرهاب.

 

الشيخ الغنوشي شدّد في حواره الإذاعي على أن في تونس اليوم حياة ديمقراطية تتعدد فيها الآراء و تختلف فيها المواقف و أن العمل السياسي تراعى فيه المصلحة الوطنيّة بحيث لا يصل التنافس السياسي إلى حد التضحية بالمصلحة الوطنية إذ أن هناك تهديدات إرهابية وهي عامل توحيد للصفوف بإعتبارها تهدد من هم في الحكم و من هم في المعارضة على حدّ السواء.

 

و في ذات السياق نبّه الشيخ راشد الغنوشي من وجود محاولات لإيجاد إستقطاب جديد تختلط فيه القيم بالمصالح الحزبية فيما يتعلّق بمشروع قانون المصالحة الإقتصاديّة مؤكّدا "نطمئن شعبنا بأن مشروع المصالحة الإقتصادية لن يكون على حساب العدالة الإنتقالية و المحاسبة" و أضاف "المهم أن تعود الأموال المنهوبة و أن يتم إستردادها و توجيهها للمناطق الفقيرة التي سلبت منها سابقا" مشددا على أن تونس أمام معركة كبرى وهي المعركة ضد الإرهاب و لا يجب أن تلهينا المعارك الأخرى عن ذلك. من جهة أخرى أكّد الشيخ الغنوشي أن أهم ما ميز التجربة التونسية أن صراعاتها تحسم بالكلام و الحوار بعيدا عن العنف و الحسم المسلح كما حصل في تجارب أخرى و أن التونسيون يتصارعون على حافة الهاوية و لكن لا يسقطون.

 

و عن حركة النهضة قال الشيخ راشد الغنوشي أنها حزب يسعى إلى خدمة الشعب و الأهم من الحصول على السلطة هو المشاركة فيها مشددا على أن المشاركة في الحكم قيمة تمثل بديلا عن إستراتيجيّة المغالبة في ظل أوضاع تتسم بالحساسية و في ظل خطر الإرهاب المحدق مؤكدا أن تونس تحكم بأربعة أحزاب كبرى تجسد إستراتيجية التوافق بعيدا عن المغالبة و أضاف أن "النهضة حركة ديمقراطية و قرار المشاركة في الحكومة أتّخذ بنسبة عالية داخلها".

و في سياق متّصل أكّد الشيخ الغنّوشي أنه ينبغي أن نعطي لحكومة الحبيب الصيد فرصتها و الوقت الكافي للحكم عليها ملاحظا أنه يمكن أن يحدث تحوير وزاري جزئي اذا قرر الاتلاف الحكومي ذلك لكن دون أن يؤثر على العمل الحكومي مضيفا بالقول "الحكم الإئتلافي صعب حتى في أعرق الديمقراطيات و نجاح هذه التجربة مهم للتونسيين و للفكر السياسي التونسي و التجربة التونسية".

 

و عن موضوع العدالة الإنتقاليّة و هيئة الحقيقة و الكرامة قال الشيخ راشد الغنوشي أنها هيئة منتخبة و أعضاءها مستقلون و أنها يجب أن تصلح نفسها و أن تسد الشغور الحاصل حتى تقوم بدورها و هو تفعيل العدالة الإنتقالية.

 

أمّا فيما يتعلّق بالإنتخابات البلديّة المنتظرة قال الشيخ الغنوشي أن جوهر الثورة التونسية هو توسيع السلطة التي وزعها الدستور بين قرطاج و القصبة و باردو مضيفا "و الآن نتّجه عبر الإنتخابات المحليّة إلى التوزيع الواسع للسلطة حتى تشمل كلّ الجهات" مؤكدا أن النهضة لم تتخذ أي قرار بشأن قائماتها في الإنتخابات البلديّة و أن الأحزاب الكبرى تدخل بقائماتها الخاصة للإنتخابات عادة.

 

و عن علاقة حركة النهضة بمحيطها أكّد الشيخ راشد الغنوشي أن هناك إتجاها كبير داخل الحركة نحو التطوّر و مزيد من التونسة بحيث تتفاعل الحركة مع محيطها و قال "كلّ كائن لا يتطوّر يموت و التطوّر تهمة لا ننكرها في النهضة".

 

و إختتم الشيخ الغنوشي حواره الإذاعي بالتشديد على أن العائدين من سوريا ينبغي أن يخضعوا للقانون مشددا على أن "موضوع الإرهاب موضوع خطير و هناك مقاربات في مواجهة هذه الظاهرة ففي المغرب اشتغل القضاة و الشرطة و العلماء و أفرعت السجون بعد أن تم إقناع الشباب المغرر بهم بأن ما هم عليه ليس هو الدين الحقيقي".